المادة    
يقول: هذا هو نهاية المعنى الأول، لأنه قال قبل ذلك: (فهذه الأحاديث فيها معنيان) أي: أحاديث احتجاج الجنة والنار، فالمعنى الأول هو: أن المقصود بالفقر أو المسكنة هو التواضع، فالمتواضع غنياً كان أو فقيراً، خليفة أو صعلوكاً، هو من أهل الجنة، وأما النار ففيها المتكبرون؛ سواء كانوا فقراء أو أغنياء، وقد تقدم هذا المعنى. قال: (المعنى الثاني) أي: لهذه الأحاديث وأمثالها: (أن الصلاح في الفقراء أكثر منه في الأغنياء، كما أنه إذا كان في الأغنياء فهو أكمل منه في الفقراء، فهذا في هؤلاء أكثر، وفي هؤلاء أكثر؛ لأن فتنة الغنى أعظم من فتنة الفقر، فالسالم منها أقل، ومن سلم منها كان أفضل ممن سلم من فتنة الفقر فقط، ولهذا صار الناس يطلبون الصلاح للفقراء؛ لأن المظنة فيهم أكثر، فهذا هذا والله أعلم).